أنا عند ظن عبدي بي ].....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاه والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه آجمعين
موضوع مهم لا يعريه أحداً الإهتمام ولكن لأهميته أحببت ان أكتب لكم عنه وأنبهكم بأهميته وهو حسن الظن ..
يجب علينا إحسان الظن بالناس وأيضا بالله تعالى ولكن موضوعي سيركز على جانب حسن الظن بالله تعالى وهو الأهم... فإن أحسن الإنسان الظن بربه سيحسن الظن بالناس بإذن الله تعالى.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم :
[ أنا عند ظن عبدي بي ]
سيتبادر إلى ذهنك سؤال وهوا لماذا علينا أن نحسن الظن بالله تعالى؟؟
أنا سأخبرك
1-لأن مَنْ أحسن الظن بربه عز وجل فأيقن صدق وعده وتمام أمره وما أخبر به من نصرة الدين والتمكين في الأرض للمؤمنين ، اجتهد في العمل لهذا الدين العظيم والدعوة إلى الله والجهاد في سبيله بماله ونفسه .
2-لأن فيه امتثالا واستجابة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم " يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ " [ الأنفال : 24 ]
3-فيه النجاة والفوز بالجنان ورضا الرحمن.
السلف وحسن الظن بالله :
1. كان سعيد بن جبير يدعوا ربه فيقول " اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك " .
2. وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول " والذي لا إله غيره ما أُعطي عبد مؤمن شيئاً خير من حسن الظن بالله عز وجل ، والذي لا إله غيره لا يحسن عبد بالله عز وجل الظن إلا أعطاه الله عز وجل ظنه ؛ ذلك بأن الخير في يده "
3. وعن عمار بن يوسف قال : رأيت حسن بن صالح في منامي فقلت : قد كنت متمنياً للقائك ؛ فماذا عندك فتخبرنا به ؟ فقال : أبشر! فلم أرَ مثل حسن الظن بالله عز وجل شيئاً " .
جزاء القرب من الله وحسن الظن به :
بين سبحانه سعة فضله وعظيم كرمه وقربه من عبده ، وأن العبد كلما قرب من ربه جل وعلا ازداد الله منه قرباً ، وقد أخبر سبحانه في كتابه أنه قريب من عبده فقال :{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون }(سورة البقرة 186) ، وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء ) رواه مسلم ، ففي هذه الجمل الثلاث في هذا الحديث وهي قوله تعالى : ( وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) ما يدل على هذا المعنى العظيم ، وهو أن عطاء الله وثوابه أكثر من عمل العبد وكدحه ، ولذلك فإنه يعطي العبد أكثر مما فعله من أجله ، فسبحانه ما أعظم كرمه وأجَلَّ إحسانه ,فيجب علينا أن نثق دائما بأن الله سبحانه وتعالى يجعل من بعد كل عسر يسرا ومن كل هم مخرجا وأن ندعوا دائما بان يختار لنا الخير وأن نعلم بأن الله يختبر عبده بالاختبارت والمحن والمصائب الدنيويه ليرى مدى صبره وتحمله وإيمانه وثقته وحسن ظنه بربه فالمؤمن الحق لايقنط من رحمة الله ويستمر بدعاء الله ليفك عنه كربته ويكن دائما واثقا تمام الثقه بأن الله سبحانه وتعالى خلق كل شئ لحكمه وأختم كلامي بهذه العباره الرائعه (كن مع الله يكن معك ).